فصل: قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أحمد عبد الكريم الأشموني:

سورة الأنبياء مكية بإجماع وهي مائة واثنتا عشرة آية وكلمها ألف ومائة وثمانية وستون كلمة وحروفها أربعة آلاف وثمانمائة وتسعون حرفًا وفيها مما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع موضعان {بل أكثرهم لا يعلمون} و{لا يشفعون} ولا وقف من أول السورة إلى {معرضون} فلا يوقف على {حسابهم} لأنَّ الجملة بعده في موضع الحال فكأنَّه قال اقترب للناس حسابهم في حال غفلتهم.
{معرضون} كاف. ولا يوقف على {استمعوه} لأنَّ قوله: {وهم يلعبون} جملة في موضع الحال أيضًا كأنَّه قال في حال غفلتهم ولعبهم يجوز أن يكون حالًا مما عمل فيه استمع أي إلاَّ استمعوه لاعبين.
{يلعبون} جائز وإن كان ما بعده منصوبًا على الحال من ضمير استمعوه فهي حال بعد حال فهي حال متداخلة.
{قلوبهم} حسن.
{النجوى} كاف إن جعل ما بعده مرفوعًا خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: {هل هذا إلاَّ بشر مثلكم} أو نصب بأعني أو رفع {الذين} بفعل مقدر تقديره يقول الذين وليس بوقف في بقية الأوجه وحاصلها أنَّ في محل الذين الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فالرفع من ستة أوجه أحدها أنه بدل من واو {وأسروا} أوانه فاعل والواو علامة جمع دلت على جمع الفاعل أو {الذين} مبتدأ {وأسروا} جملة خبرية قدمت على المبتدأ ويعزى هذا للكسائي أو {الذين} مرفوع بفعل مقدر تقديره يقول الذين أو أنَّه خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين أو مبتدأ وخبره الجملة من قوله: {هل هذا إلاَّ بشر مثلكم} والنصب من وجهين أحدهما الذم والثاني إضمار أعني والجر من وجهين أيضًا أحدهما النعت والثاني البدل من الناس والتقدير اقترب للناس الذين ظلموا حسابهم وهم في غفلة ويعزى هذا للفراء وفي رفع {الذين} بفعله وهو {أسروا} بعد إلاَّ أنه جمع على لغة قليلة كما قال الشاعر:
ولَكِن ديافي أبوه وأمه ** بحوران يعصرن السليط أقاربه

أراد يعصر أقاربه السليط فجمع وإنَّما لم يوقف على {ظلموا} لأنَّ قوله: {هل هذا إلاَّ بشر} هو {النجوى} كقوله: {فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانًا} والكلمة التي أسرها هي قوله: {أنتم شر مكانًا} وقد علمت ما يخصنا من هذه الأوجه.
{مثلكم} كاف للابتداء بالاستفهام.
{السحر} ليس بوقف لأنَّ جملة {وأنتم تبصرون} في موضع الحال فكأنَّه قال وهذه حالتكم.
{تبصرون} تام.
{والأرض} جائز.
{العليم} كاف.
{أحلام} جائز ومثله {افتراه} و{بل هو شاعر} وذلك أن كل جملة تقوم بنفسها إلاَّ أنَّها ليست تامة وإنما فصل بينها لاختلافهم في مقالاتهم في نسبة السحر إليه.
{بآية} ليس بوقف لأنَّ موضع الكاف جر على النعت لآية.
{الأولون} كاف ومثله {أهلَكِناها} للاستفهام بعدها.
{أفهم يؤمنون} تام.
{نوحي إليهم} حسن.
{لا تعلمون} تام.
{الطعام} كاف ومثله {خالدين}.
{الوعد} ليس بوقف لأنَّ ما بعده تفسير له وهو النحاة والإهلاك وهو الوعد.
{المسرفين} تام.
{فيه ذكركم} حسن.
{أفلا تعقلون} تام.
{آخرين} كاف.
{بأسنا} ليس بوقف لأنَّ قوله: {إذا هم} جواب لما.
{تركضون} كاف.
{لا تركضوا} جائز.
{تسئلون} كاف ومثله {ظالمين}.
{خامدين} تام ومثله {لاعبين}.
{من لدنا} تام إن جعلت إن بمعنى ما أي ما كنا فاعلين وليس بوقف إن جعلت إن شرطية وجوابها محذوف لدلالة لو عليه والتقدير لو كنا فاعلين اتخذناه ولَكِنا لا نفعل ذلك.
{فاعلين} كاف.
{فيدمغه} ليس بوقف لأنَّ قوله: {فإذا هو زاهق} تفسير لما يكون من الدمغ وهو مهلك للشر فكذلك الحق يهلك الباطل.
{فإذا هو زاهق} حسن.
{مما تصفون} تام.
{والأرض} حسن. وقيل كاف على استئناف ما بعده بجعل من مبتدأ خبره {لا يستكبرون} وليس بوقف إن جعل ذلك معطوفًا على ما قبله ويكون الوقف على ومن عنده ثم يبتدئ {لا يستكبرون عن عبادته}.
{ولا يستحسرون} كاف إن جعل {يسبحون} مستأنفًا وليس بوقف إن جعل في موضع مسبحين أي لا يكلون من التسبيح ولا يسأمون.
{لا يفترون} كاف.
{ينشرون} تام. نعت لآلهة. {ينشرون} أي يحيون ويخلقون يقال أنشر الله الموتى أي أحياهم ونشروا أي أحيوا ومنه قول الأعشى أعشى قيس:
لو أسندت ميتًا إلى نحرها ** عاش ولم ينقل إلى قابر

حتى يقول الناس مما رأوا ** يا عجبًا للميت الناشر

أي الحي بعد موته.
{لفسدتا} كاف.
{يصفون} تام.
{عما يفعل} حسن.
{وهم يسئلون} كاف.
{آلهة} حسن ومثله {برهانكم} لأنَّ هذا مبتدأ والجملة مفعول {قل}.
{وذكر من قبلي} حسن ومثله {الحق} على قراءة من قرأ بالنصب وهي قراءة العامة مفعولًا لقوله: {لا يعلمون} أو هو مصدر مؤكد لمضمون الجملة السابقة كما تقول هذه عبد الله الحق لا الباطل ومن قرأه بالرقع وهو الحسن على إضمار مبتدأ أي هو الحق كما قال الشاعر:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم ** وأكرومة الحيين خلو كما هيا

أي هذه خولان جاز الوقف على {يعلمون}.
{معرضون} تام.
{إلاَّ يوحى إليه} ليس بوقف لأنَّ أنَّه قد قامت مقام الفاعل في يوحي كأنَّه قال إلاَّ يوحي إليه التوحيد وأن لا يعبد غيره.
{فاعبدون} كاف ومثله {سبحانه} وكذا {مكرمون}.
{لا يسبقونه بالقول} تام عند نافع على استئناف ما بعده.
{يعلمون} كاف.
{وما خلفهم} حسن.
{لمن ارتضى} أحسن منه.
{مشفقون} كاف.
{من دونه} ليس بوقف لأنَّ جواب الشرط لم يأت بعد.
{جهنم} حسن.
{الظالمين} تام.
{ففتقناهما} حسن والرتق الفصل أي فصل بينهما بالهواء وقرأ ابن كثير {ألم ير الذين} بغير واو وعليها فهو أحسن مما قبله.
{حي} كاف للاستفهام بعده.
{يؤمنون} كاف على استئناف ما بعده وإن عطف على ما قبله لم يوقف على قوله: {يؤمنون}.
{رواسي} ليس بوقف لأنَّ قوله: {أن تميد} موضعه نصب بالجعل وقال المبرد وهو على حذف مضاف تقديره كراهة أن تميد بهم فحذف كراهة وأقيم ما بعدها مقامها وقال آخرون أراد لئلا تميد بهم وكذلك سبلًا ليس بوقف وذلك أنَّ قوله: {يهتدون} في معنى ليهتدوا وهذا إذا جعلت لعل من صلة جعل الأول وإن جعلت من صلة جعل الثاني كان الوقف على {بهم} حسنًا.
{يهتدون} كاف.
{محفوظًا} جائز.
{معرضون} تام.
{والقمر} حسن على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعلت الجملة في محل نصب حالًا من الشمس والقمر واستبد الحال بهما دون الليل والنهار.
{يسبحون} تام.
{الخلد} حسن.
{الخالدون} تام.
{الموتى} حسن.
{والخير} جائز إن نصب {فتنة} بفعل مقدر وليس بمرضى لأنَّه يصير المعنى فتنتكم فتنة وليس بوقف إن نصبت {فتنة} مفعولًا لأجله أو مصدرًا في موضع الحال أي فاتنين وتجاوزه إلى فتنة أولى لأنَّ {إلى} التي بعده من صلة {ترجعون}.
و{ترجعون} تام.
{إلاَّ هزوًا} حسن إن جعل قوله: {إن يتخذونك إلاَّ هزوًا} وهو الجواب وإذا لم يحتج إلى الفاء في الجواب بخلاف أدوات الشرط فإنَّها إذا كان الجواب مصدرًا بما النافية فلابد من الفاء نحو إن تزرنا فلا نسيء إليك وليس بوقف إن جعل جواب إذا محذوفًا تقديره وإذ رآك الذين كفروا قالوا هذا القول.
{يذكر آلهتكم} حسن متعلق يذكر محذوف تقديره بسوء.
{كافرون} تام.
{من عجل} حسن العجل بلغة حمير الطين.
{فلا تستعجلون} كاف ومثله {صادقين} وكذا {ينصرون} وجواب لو محذوف تقديره لو يعلم الذين كفروا ما ينزل بهم من العذاب يوم القيامة ما استعجلوا به ولما قالوا متى هذا الوعد.
{بغتة} جائز لأنَّ ما بعد الفاء تفسير لها ومثله {فتبهتهم}.
{ينظرون} تام.
{برسل من قبلك} ليس بوقف لأنَّ ما بعده كالجواب لما قبله ومعنى {حاق} وجب ونزل بهم العذاب الذي كانوا يستهزؤن بالرسل من أجل إلاَّ يعاد به.
{يستهزؤن} تام.
{من الرحمن} كاف يقال كلأه الله يكلؤه كلاءة بالكسر كذا ضبطه الجوهري فهو كاليء ومكلؤة قال ابن هرمة:
إنَّ سلمى والله يكلؤها ** ضنت بشيء ما كان يزرؤها

{معرضون} كاف ومثله {من دوننا} فصلًا بين الاستفهام والأخبار.
{ولا هم منا يصحبون} كاف ومثله {العمر} وكذا {من أطرافها}.
{الغالبون} تام.
{بالوحي} حسن قرأ ابن عامر {ولا تسمع الصم الدعاء} بضم التاء الفوقية وكسر الميم من أسمع رباعيًا خطابًا للنبي صلى الله عليه وسلم ونصب {الصم} مفعولًا والباقون بتحتية مفتوحة من سمع ثلاثيًا ورفع الضم فاعلًا.
{ما ينذرون} كاف.
{من عذاب ربك} ليس بوقف لأنَّ ما بعده جاوب لما قبله.
{ظالمين} تام.
{ليوم القيامة} جائز.
{شيئًا} حسن ومن قرأ {مثقال} بالرفع كان أحسن.
{من خردل} ليس بوقف لأنَّ {أتينا} جواب الشرط قرأ نافع {مثقال} بالرفع والباقون بنصبها.
{بها} حسن.
{حاسبين} تام.
{الفرقان} حسن و{ضياء} منصوب بفعل مقدر تقديره وجعلناه ضياءً والفرقان التوراة وهو الضياء وليس بوقف إن جعلت الواو عاطفة أو زائدة وقرأ ابن عباس {ضياءً} بغير واو.
{للمتقين} كاف إن رفع {الذين} خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين أو نصب بتقدير أعني أو أمدح وليس بوقف إن جعل نعتًا أو بدلًا.
{بالغيب} كاف على استئناف ما بعده وليس بوقف إن جعل جملة في موضع الحال.
{مشفقون} تام.
{أنزلناه} كاف للاستفهام بعده.
{منكرون} تام.
{من قبل} حسن إن جعل {إذ قال لأبيه} منصوبًا بعالمين وليس بوقف إن جعل {إذ} منصوبًا بآياتنا أو برشده والتقدير ولقد آتينا إبراهيم رشده في الوقت الذي قال فيه لأبيه وقومه ما ذكر وهو بعيد من المعنى بهذا التقدير وحينئذ لا يوقف على عالمين في الوجهين لأنَّ إذ إن كانت متصلة بالفعل الأول فلا يجوز الوقف على ما بعد الناصب دون المنصوب وكذا إن كانت متصلة بالثاني انظر السمين.
{عالمين} كاف.
{عاكفون} و{عابدين} و{مبين} و{من اللاعبين} كلها وقوف كافية.
{فطرهن} حسن وقيل تام.
{من الشاهدين} كاف ومثله {مدبرين}.
{إلاَّ كبيرًا لهم} ليس بوقف لاتصال حرف الترجي بجعلهم فلا يفصل فكأنَّه قال جعلهم لهذا.
{يرجعون} كاف.
{من فعل هذا بآلهتنا} جائز على جعل من استفهامية والجملة من قوله: {إنَّه لمن الظالمين} مستأنفة وليس بوقف إن جعلت من موصولة بمعنى الذي والجملة من أنَّه..إلخ. في محل رفع خبر الموصول والتقدير الذي فعل هذا بآلهتنا إنَّه لمن الظالمين.
{فتى يذكرهم} جائز على استئناف ما بعده.
{إبراهيم} كاف ومثله {يشهدون} وكذا {يا إبراهيم}.
{قال بل فعله} تام أي فعله من فعله أبهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام الفاعل تعريضًا للمعنى المقصود الذي أراده فرارًا من الوقوع في الكذب فهو منقطع عما بعده لفظًا ومعنى فهو تام قاله الكسائي وقوله: {كبيرهم هذا} جملة من مبتدأ وخبر استئنافية لا تعلق لها بما قبلها أو هي إخبار بأنَّ هذا الصنم المشار إليه أكبر الأصنام وهذا صدق محض بخلاف ما لو جعل كبيرهم فاعلًا بفعله فإنَّه يحتاج إلى تأويل ذكروه وهو حسن لأنَّه من المعاريض قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ في المعاريض لمندوحة عن الكذب» ومن جوز الكذب في إبطال باطل وإحقاق حق فهو حسن جائز بالإجماع فإن قلت السؤال وقع عن الفاعل لا عن الفعل فإنَّهم لم يستفهموه عن الكسر بل عن الكاسر لها فلم صدّر في جوابه بالفعل دون الاسم قلت الجواب مقدر دل عليه السياق لأنَّ بل لا تصلح أن يصدر بها الكلام والتقدير ما فعلته بل فعله تلويحًا بغيره وحيث كان السؤال مضمرًا فالأكثر التصريح بالفعل ومن غير الأكثر قوله يسبح له فيها بالغدو والآصال في قراءته بالبناء للمفعول فرجال في جواب سؤال مقدر تقديره من يسبحه فقال يسبحه رجال قال في الخلاصة:
ويرفع الفاعل فعل أضمرًا ** كمثل زيد في جواب من قرا

وقرئ {فعله} أي فلعله قال الفراء فليس فعله فعلًا بل هو التقاء علَّ حرف عطف دخل على علّ التي للترجي وحذفت اللام الأولى فصار فعله أي فلعله ثم حذفت اللام الأولى وخففت الثانية واستدل على مذهبه بقراءة ابن السميفع اليماني فعله بتشديد اللام والحامل له على هذا خفاء صدور هذا الكلام من إبراهيم وهذا مرغوب عنه انظر السمين وهذا غاية في بيان هذا الوقف ولله الحمد.